من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
تصانيف
ليس الباحث الوطني مستشرقا، بل هو محلل لإحدى تجاربه الماضية في النقل من التراث اليوناني؛ من أجل قراءة تجربته الحالية من التراث الغربي. وعندما يجعل الناشر العربي من نفسه مستشرقا، فإما أن لديه إحساسا بالنقص ورغبة في المساواة بينه وبينهم، وإما أنه ينظر نظرة دونية للتراث الإسلامي باعتباره خليطا من النصوص المترجمة تحتاج إلى فحص وتمحيص؛ وبالتالي يكون نشر العنوان العربي من باحث عربي لنص عربي باللاتينية تقليدا أعمى للمستشرقين أو زهوا، خاصة إذا كان اسم الناشر بالبنط الثقيل والكبير، أكثر من اسم أرسطو ومن عنوان النص.
8
وبالرغم من نشر معظم الترجمات العربية القديمة من قبل في المجلات العربية والأجنبية المتخصصة ، إلا أن مجرد تجميعها وإعادة نشرها وجعلها ميسورة للقارئ العربي خدمة جليلة، ولولاه لما أمكن قراءتها من جيل ثان لمعرفة دلالتها الحضارية.
9
بل إن الاختلافات بين النساخ في الخطوط وأنواعها، قد تساعد في الكشف على قيمة المخطوط، ولكنها تدل على حرفية النسخ وممارسته كعبادة؛
10
وبالتالي فإن نقل النص من التاريخ إلى الحضارة، ومن النقل إلى الإبداع لا يعني التخلي عن الدقلة العلمية، بل يعني رفض تصور أن النقل هو مطابقة الأصل للترجمة؛ فهذا مستحيل ذهنيا وحضاريا، فرديا واجتماعيا. ومع ذلك يظهر التعليق في الهامش بعض الأخطاء التاريخية، مثل نسبة الأقوال إلى أصحابها، سواء كانوا حقيقيين تاريخيا أم حضاريا.
11
ولا يهم خطأ الترجمة العربية أو صوابها أو عدم إلفها؛ فلا يوجد مقياس موضوعي لذلك، هناك فقط الدلالات الحضارية للنص الجديد؛ فالنقل يحتوي في داخله على إبداع.
12
صفحة غير معروفة