فابتسم الرجل ابتسامة مرة وقال: بساطي فيه فرد عيب يا مولاي، حواشيه رديئة ... آه من حواشيه!
فابتسم الملك لتلك الغمزة وقال له: رح مع الخازن خذ الجائزة، وسننظر في إصلاح الحواشي.
لا خوف على المسئول صغيرا كان أو كبيرا إلا من هؤلاء، إنهم يبعدون المخلصين، ويقربون المنافقين، وهكذا يخلق لنا الحكم أصدقاء مؤقتين وأعداء دائمين ...
2 / 11 / 52
مركز حيفا أخذوه
حب الوظيفة داء متأصل فينا ولا يبرئنا منه علاج. أذكر - وما أكثر ما أذكر! إنه كان إذا ما فرغ كرسي في زمن الدولة العثمانية تقدمت المئات لكي تملأه. وكان للتوظيف سماسرة، وكان لكل وظيفة ثمن ذهبا رنانا، نقدا وعدا، وبالمئات ...
وفرغ مركز قاض في حيفا، فلجأ أحدهم إلى السيد حسن شقيق أبي الهدى، سمير السلطان عبد الحميد ونجيه، فوعده به لقاء مائتين من الذهبات العثمانية.
واشتد الصراع حول هذا المنصب الشاغر، وشاع أنه أخذ، فطار عقل الرجل وهرع إلى بيت الشيخ حسن فقيل له تجده الساعة الثالثة في «الزاوية» الفلانية يعقد مع المشايخ حلقة الذكر، فهرول إلى ذلك المكان وزج نفسه في الحلقة.
رأى الشيخ حسن الصيادي يطوف على المتحلقين واحدا واحدا، ينتصب أمام كل واحد منهم ويصفق كفا على كف ويهتف: الله هو، الله هو، الله الله الله هو.
فيردد الشيخ والمشايخ معا: الله، الله، الله هو.
صفحة غير معروفة