اسهر أيها الناطور، لا تنم فالثعالب والضباع كامنة تجس النبض ...
لقد عممت فخصص، قلت فافعل، فكل وجعنا من الحبر والورق.
9 / 7 / 51
امسك بذنب الحمار
لا أذكر أين قرأت هذه الحكاية التي تحث على مكافحة الجهل والأمية:
قعد صياد يستريح على مفرق طرق فإذا بمكار يسوق حمارا كهلا، ولما بلغ المفرق وقف متحيرا لا يدري كيف يتجه، فقال للصياد بذلة السائل: أية هي طريق البلدة الفلانية؟ فدله على الحجارة المنصوبة - الصوى - لتهدي الناس سواء السبيل.
فازداد المكاري حيرة وابتسم ابتسامة صفراء وقال للصياد: ولكنني أمي يا سيدي لا أقرأ ولا أكتب.
فأجابه الصياد ساخرا: امسك بذنب حمارك ولا تفلته، وهو يقودك.
نحن في لبنان لا نشكو هذه الأمية ولكننا صرنا نشكو «أمية الشهادات»، فهي لا تعبر عند الكثيرين من حامليها إلا عن أمية مركبة كحمار موسى الذي قال: لو أنصفوني كنت أركب، فأنا حمار بسيط وصاحبي جحش مركب.
إن هذه الشهادات لحمل ثقيل على أكتاف حامليها، فلا هي تطعمهم خبزا، ولا هي عتاد للكفاح؛ لأنهم يتعلمون لاجتياز الامتحان لا ما ينفعهم بنافعة، فإذا حملوا تلك الورقة بيمينهم رأوا أن في يدهم ورقة ليس غير، وإنهم كذلك الأمير الذي قال فيه الشاعر:
صفحة غير معروفة