إن الوزير مؤازر فعليه أن يسهر على من هم تحته إذا كان يريد تأييد من هم فوقه، عليه أن يكسح الجعل والخنافس التي يفسد منظرها القذر ورائحتها النتنة جو الثقة والإيمان.
على من يعنيهم الأمر أن ينظروا إلى «عصافير التين» ويسألوا: كيف جاءت أمس عجافا خفافا ... وصارت سمانا ثقالا؟
جاءت أول من أمس، وما فيها غير الروح والعظم والجلد؛ فكيف سمنت أولا بأول؟ يا بارك الله!
انثروا - سادتي - المطاعم حول الوكور، واصلوا الدبق تعلق الوراور وعصافير التين. أما يكفيها ما تأكله على الهينة حتى تطير على أعين الناس، وتغرد آمنة نكاية فيهم ...!
9 / 2 / 51
على أونا
إذا كنت لم تسمع - بعد - بوكيل يدفع لمن يوكله فاصبر قليلا، غدا - وما أقرب اليوم من غد - ستتعرف بكثيرين من الذوات الذين يدفعون لي ولك وله لينوبوا عنا ويمثلونا تحت قبة البرلمان تمثيلا كلي العفة والطهارة ... تلك خدمة نصوح يؤدونها لوجه الله تعالى ولا يبتغون منا أجرا ولا شكورا.
ضمائر من ورق في جسوم من كرتون، وكيف ترجو بقية حياء في وجوه بلا ماء؟ إذا كان الجفاف يستبشع في أديم الأرض فكيف تكون الوجوه متى قحلت ويبست فيها العيون؟ ولكن الناس يستغبي بعضهم بعضا متى التقوا، أما متى افترقوا فترفع القدور على المناصب ... وإلا فأي رأس فارغ يصدق أن ذلك المرشح الكريم يستهلك رأس المال جملة ليقبض فائدته تفاريق منجمة في أربع سنين - عدا السب والاتهام.
إذا قيل لك: إن ثمن «الصوت» بلغ الألف ليرة في انتخاب مختار فظن خيرا، وإذا سمعت أن واحدا طار من إفريقيا إلى لبنان ليرجح كفة الانتخاب، ليس إلا، فصدق أيضا ولا تظن شرا لأن المختار لا معاش له، وهب أن عينه بصيرة فيد المسكين قصيرة. أما إذا قالوا لك: إن فلانا يدفع عشرات الألوف من الليرات ليفوز بالنيابة ويخدم الشعب فلا تصدق أبدا. وخير الناس أن يستنيبوا شيطانا ولا يستنيبوا واحدا كهذا، والشعب الذي ينتخب رجلا لأنه أنفق وبذل لهو شعب يفهم الوطنية كما يفهم الكوسا والباذنجان في سوق النورية. أحر به أن لا يكون له نواب لأنه أحقر من أن يشهد عالي الأمر.
عجيب غريب! أذهب الحياء مرة واحدة حتى صرنا نتحدث عن ثروة المرشح كما نتحدث عن رأس مال شركة مغفلة. متى كانت النيابة صفقة تجارية؟ أتدفع لي حتى تنوب عني وتطالب بحقوقي، يا لها من شهامة ليس فوقها شهامة!
صفحة غير معروفة