كان في الشارع فرأى شابا طويلا عريضا يفتش عن عتال يحمل له بقجة صغيرة، فاقترب منه جورج واشنطن على أنه عتال، وأخذها من يده ومشى بها إلى البيت. قال لأم الشاب حين سلمها إياها مع ما قبضه منه أجرة: قولي لولدك عتالك جورج واشنطن يرجو منه أن لا تعود لمثلها.
إن أمة يفعل رئيسها هكذا لا يستغرب أن تتقدم فيها جمعية مطاعم ليلية بعرض إدارتها على الذي كانت كلمته أمس تقيم الدنيا وتقعدها.
لا رقي لنا نحن الشرقيين عموما - واللبنانيين خصوصا - ما لم نخلع ثيابنا القديمة المزركشة، ونلبس الطقم الكاكي. ولا حياة لنا بين أمم الأرض ما لم نقبل بالعمل الشريف مهما كان نوعه.
في ساعة جدال قال أحد لوردات الإنكليز لأحد النواب: أتعلم أن والدك كان يمسح بوط أبي؟ فأجابه النائب بالبرودة المشهورة: نعم، ولكنه كان يمسحه جيدا.
إن المدارس مسئولة عن غرس هذه الأخلاق في نفوس رجال الغد، والموظفون أنفسهم هم خير المعلمين، متى تواضعوا واستقاموا، وفهموا أنهم أجراء الأمة لا أمراؤها.
14 / 2 / 53
ونصف مليون!
تعب نابليون من النظر والتفكير في خرائطه وخططه الحربية، فتحول إلى جناح الحبيبة الأولى، إلى مقصورة جوزفين. كان الإمبراطور يرى في فلك ذلك الوجه الذي أحبه حبا جما طوالع سعده، ولكنه غاب عنها غيبة غير قصيرة فمشت الألسن في عرضها كما مشت الغيرة في قلب الكابورال الصغير الذي كان اسمه يرعب الدنيا.
وراح الإمبراطور يداعب الزوجة الحبيبة، مستعملا دهاءه الحربي في فتح قلب جوزفين على مصراعيه ليعلم إن كان احتله أحد غيره. ثم استطرد ودار الحديث حول الأمانة الزوجية فقال الإمبراطور: الرجل والمرأة في هذا الأمر سيان فقلما يكتفي الواحد منهما بفرد حبيب، فلم يفت ذكاء المرأة ما يعنيه زوجها الإمبراطور، فقالت: المرأة متى أحبت تقف نفسها على من تهوى .
فقال نابليون: ولكن في الدنيا يا سيدتي مغريات يجب أن تحسبي لها حسابا.
صفحة غير معروفة