وسمعتك مرة تقول: إن جميع المصاعب التي تحصل لنا في معترك الحياة ناتجة بالأكثر عن جهلنا طريق الحياة الأمينة لنعيش بمعزل عن المتاعب والمصاعب.
ثم أردفت هذه العبارة: ومن عرف أن يمهد مصاعب نفسه يجب عليه أن يسعى لتمهيد مصاعب الآخرين؛ لأن أفضل الناس أنفعهم للناس.
هذا مثال من أحاديثك، التي كانت تدل على سمو فكرك وكمال عقلك، ولم تكن أعمالك سوى نتيجة أحاديثك وتفكيرك العميق.
الرسالة الرابعة عشرة1
خذ رفاتي إلى الوطن وضعها في لحد أمي
يا أخي:
أوصيتني بنقل رفاتك إلى الوطن، وحتمت علي أن أضع بقاياك في اللحد الذي يضم بقايا الوالدة، التي قامت بمهمة تربيتنا أفضل قيام.
لم أزل أذكر أن موت الوالدة أثر بك تأثيرا عظيما؛ لأنك كنت تتمني أن يمد الله بعمرها لتراك شابا كما رأتني، قائما بواجباتك نحوها، شأن كل ولد بر، يحترم أبويه ويعطف عليهما.
أما وقد ماتت قبل أوانها، واستحالت عليك مجاورتها في الحياة، فأحببت أن تجاورها ولو في أحشاء الأرض لتختلط عظامك بعظامها، وتتحد ذراتك بذارتها؛ لعل الأرض التي هي أم كل ذي حياة ينفخها المبدع من روحه، فتتمخض بكما، وتعيدكما إلى الحياة، كما كنتما خير أم لخير ولد.
يا أخي:
صفحة غير معروفة