إن قوة إلهية وهبتني معرفة مصيري
يا أخي:
لم يزل صوتك يرن في أذني، حينما خاطبتني بإيمان راسخ قائلا لي إن قوة من العلا هبطت عليك وأولتك معرفة مصيرك.
والآن جئت أسألك: ما هي تلك القوة الخفية التي احتلت وجدانك، وقصفت زهرة شبابك؟!
ما سبب مجيئها في تلك الساعة الأليمة؟!
هل أرسلها المبدع خصوصا لتفتح أمامك طريق الموت، وترشدك إلى باب الخلد؟!
أو أن تلك القوة التي شعرت بها هي حياة جديدة دبت فيك، وقضت على حياتك الماضية، واحتلت أماكنها كما يحتل الجيش المنتصر أماكن الجيش المنكسر.
يا أخي:
إن الذرات الحية التي تتركب منها الأجساد على اختلاف أنواعها، نراها دائما تعبث في مركباتها، تحييها مدة ثم تميتها، ثم تعود إلى إحياء غيرها، ثم تبيدها ... وهكذا دواليك.
وبما أن الجسم البشري مفعول من مفاعيل تلك الذرات البسيطة، فلا قبل له سوى الخضوع لها، والجري على نواميسها.
صفحة غير معروفة