أولياء الله والكفرة من اليهود والنصارى والمشركين يدعون أولياء الله وليس كذلك بل هم أعداء الله، وكذلك المنافقون الذين يظهرون الإسلام ويضمرون الكفر، وإنما أولياء الله الذين وصفهم الله تعالى بولايته بقوله: { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون } [يونس: 62، 63] فكل مؤمن تقي فهو لله ولي، ولا بد في الإيمان من أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمن بكل رسول أرسله الله وبكل كتاب أنزله الله كما قال تعالى: { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون * فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } [البقرة: 136، 137] ولا بد في الإيمان أن تؤمن أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين. ولا نبي بعده، وأن الله أرسله إلى جميع الثقلين الجن والإنس، فكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن فضلا عن أن يكون من أولياء الله المتقين.
ومن آمن ببعض ما جاء به وكفر ببعض فهو كافر ليس بمؤمن، ومن الإيمان به الإيمان بأنه هو الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه ووعده ووعيد وحلاله وحرامه، فالحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - فمن اعتقد أن لأحد من الأولياء طريقا إلى الله من غير متابعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر من أولياء الشيطان.
صفحة ١٣