280

من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد

تصانيف

237

والكلام قراءة لأنه قراءة وأكثر، في حين أن القراءة ليست كلاما لأنها أقل منه. وإذا كان المقصود بالكلام هو الكلام المعنوي أو النفسي فإنه أيضا لا يعبر عنه إلا في صياغات حسية من حروف وأصوات. والإجابة بالإثبات تنفي أن يكون من الكلام صفة مستقلة وتجعله كلاما حسيا خالصا مؤلفا من مجموعة من الأصوات والحروف يمكن ضبطها.

238

وبعد فعل القراءة يأتي المقروء، وهو الموضوع الشعوري لفعل القراءة. هل القراءة هي المقروء؟ هل يساوي فعل القراءة موضوعها؟ وهو نفس السؤال ولكن في نطاق أضيق. فالنفي يرمي إلى إثبات الفرق بين فعل القراءة وهي مجموعة من الأصوات البشرية والحروف وبين موضوع القراءة وهو المقروء الذي لا يمكن رده إلى مجرد أصوات وحروف لأن له استقلالا ذاتيا خاصا به كالكلام أو الصفة. فعل القراءة صوت بشري بفعل الإنسان الحر يمكن اللحن فيه، في حين أن المقروء ذاته باق وقائم خارج الأصوات البشرية ولا يهم أين، في الذهن أو في النفس.

239

وما المسموع؟ لا يختلف المسموع عن المقروء إلا من ناحية العضو. المقروء موجود في اللسان والمسموع في الأذن، وكلاهما صوت. ويكون السؤال: هل المسموع الكلام أو الصوت ؟ إثبات المسموع كلاما إثبات للصفة القديمة ورفض لرد الكلام إلى مجرد الصوت.

240

ويكون السمع هنا بمعنى الفهم فيسمع الكلام متلوا.

241

ويكون السمع مباشرة بغير واسطة ودون حاجة إلى قراءة أو تلاوة. وقد يكون السمع متلوا ومقروءا.

صفحة غير معروفة