93

من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال

تصانيف

وللآيات الواردة في هذا المقام قصة مؤداها أن رءوسًا من المشركين قالوا لرسول الله ﷺ: لو طردت عنا هؤلاء الأعبد - يعنون فقراء المسلمين وهم عمار وصهيب وبلال وخباب وسلمان وأضرابهم رضوان الله عليهم- وأرواح جبابهم - وكانت عليهم جباب من صوف - جلسنا إليك وحادثناك، فقال ﵊: ما أنا بطارد المؤمنين، فقالوا: فأقمهم عنا إذا جئنا فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت، فقال: نعم، طمعًا في إيمانهم ... وفي رواية أحمد والطبراني وابن جرير والبيهقي أنهم قالوا: يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ أنكون نحن تبعًا لهؤلاء؟ اطردهم عنك واجعل لنا منك مجلسًا تعرف به العرب فضلنا فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا قعودًا مع هؤلاء فنزل جبريل بها (١) .

(١) ينظر الآلوسي ٧/٢٣١مجلد هـ.

1 / 93