المذيع :
إبراهيم بن المهدي أخو الرشيد، شاعر رقيق، ولكن شهرته بالعزف والغناء كانت أبعد مدى. لما تولى الخلافة ابن أخيه المأمون وخرج عليه، ولم يعترف له بها وادعى هو الخلافة لنفسه، وأقام بالري يسكب على نفسه صفات الخلافة مدة سنة وتزيد، لم يشأ المأمون خلالها أن يأخذه بأسباب الشدة، فلما رأى أنه لا ينتهي قصد إليه في جيش، لم يصبر عليه إبراهيم، وترك كرسي الخلافة وخرج يبتغي من قصاص المأمون هربا. إن ابن المهدي لفي حيرة من أمره ليس يدري أين يولي وجهه. ها هو ذا يقطع طرق الري مستخفيا لا يتبعه من خاصته غير سميره الأمين هشام. لقد أعيتهما المطاردة واشتدت بهم الظلمة. (موسيقى.)
ابن المهدي :
مر اليوم يا هشام، لا نستطيع أن نصل إلى المأمن. إن الساعة لطويلة على الخليفة الهارب، فما خطبك وقد مرت هذه الساعات؟
هشام :
الله في عون مولاي. إلى أين يا ترى يقودنا الخوف ؟
ابن المهدي :
إلى أين؟ إليها بلا ريب. إلى عاتكة. إنها نعم الملجأ.
هشام :
أتظن ذلك يا مولاي؟
صفحة غير معروفة