من الأدب التمثيلي اليوناني

طه حسين ت. 1392 هجري
195

من الأدب التمثيلي اليوناني

تصانيف

الجوقة :

سعيد هذا الذي لم يذق ثمرة الشر، إذا غضب الآلهة على أسرة، ألح الشر في غير مهلة على ذريتها، كذلك موج البحار، حين تدفعه الريح العاصفة من تراقيا، فيكتسح سطح هوة البحر، ويحرك في الأعماق ذلك الرمل الأسود الذي يثيره الهواء، بينما يصخب الساحل ويئن حين يضربه الماء .

إني لأرى منذ زمن بعيد في أسرة لبدكوس مصائب وأهوالا يتبع بعضها بعضا؛ تضاف آلام الباقين إلى آلام السابقين، دون أن يعفي جيل منها الجيل الذي يليه، وإن الإله ليلح عليها بغضبه، لا ملجأ لها، لقد كان شعاع الأمل ينتشر في بيت أويديپوس حول آخر ذريته، فانظر إلى هذا التراب الدامي يقدم إلى آلهة الموتى، وإلى كلمات حمقاء وعقل مضلل، إنها لتمحو هذا الشعاع (في بطء)

أي زوس، أي كبرياء إنسانية تستطيع أن تقف قوتك؟ لن يستطيع النوم الذي يقود الكائنات كلها إلى غاياتها أن يسيطر على القوة، إنك لفي أمن من الشيخوخة لتملك متسلطا على هذه البهجة المشرفة في أولمبوس سيسيطر أبدا كما سيطر دائما هذا القانون.

لن يعظم حظ الناس من السعادة حتى يمازجها الشقاء، إن في الأمل المضطرب لخيرا لكثير من الناس، ولكنه لكثير من الناس أيضا ليس إلا خداعا من رغباتهم الساذجة، لا يعرف الإنسان شيئا ولكن الأمل ينساب فيه، فيدفعه حتى تحرق النار قدميه، ما أبلغ هذه الحكمة السائرة: إن الشر ليظهر خيرا لمن يدفعه إلى التهلكة، فليس هو بمأمن من المصائب إلا وقتا قصيرا. (يدخل هيمون من الباب المتوسط.)

الجوقة :

هذا هيمون، أحدث أبنائك سنا، أتراه يقبل محزونا لما أصاب أنتيجونا التي كاد يتزوجها، أتراه يبكي زواجه الضائع.

كريون :

عما قليل سنعلم هذا خيرا مما يعلمه الكهنة، أي بني، ألم تأت وقد عرفت القضاء الصارم على خطبك ثائرا على أبيك؟ أم لا نزال عليك أعزاء مهما تكن أعمالنا؟

هيمون :

صفحة غير معروفة