58

Milal Wa Duwal

تصانيف

وفي دور سنة إحدى وثلثين اجتمعا في السرطان في تسع وعشرين درجة وكان القمر في الجوزاء في ستة أجراء وكان بينهما ثلاثة وخمسون جرءا فقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه على رأس ثلاثة وخمسين شهرا وانتقل الملك إلى المغرب لدفع القمر إلى عطارد الذي هو صاحب البيت الدال على ناحية المغرب وفي دور سنة إحدى وستين اجتمعا في السرطان ونظر إليهما المشتري فلم يغير الملك غير أنه كانت فتنة ابن الزبير وفي دورإحدى وتسعين اجتمعا في السرطان وكانت فتنة ابن المهلب بعد عشرين سنة وفي دورإحدى وعشرين ومائة اجتمعا في السرطان ولم ينظر المشتري إليهما وكان القمر في القوس يدفع التدبير إلى صاحب بيته الذي هو المشتري ويقبله وكانت القتنة بعد ذلك بخمس سنين وينقل الملك إلى العراق وكان في ذلك الوقت قتل الوليد بن يريد وخروج أبي مسلم بعد قتله بسنين وهلاك بني أمية وتنتقل الدولة إلى أهل السود وفي دور إحدى وخمسين ومائة اجتمعا في السرطان وكان المشتري في الحوت في تثليثهما فلم يغير الملك ولكن دلا على الحروب والقتال وفي دور إحدى وثمانين ومائة اجتمعا في السرطان وكان المشتري ساقطا عنهما وكان القمر في الحوت فلم يفسد الملك ولكن دلا على أن الملك ينتقل في أخر الدور من مكان إلى مكان بعد ذلك بعشر سنين فكانت فتنة ابن زبيدة وخروج الخوارج وانتقال الملك إلى ناحية المشرق وفي دور اثنتي عشرة ومائتين اجتمعا في السرطان فدلا على قوة أمر الترك وعلى تقلدهم لتدبير الدولة ونقل الملك من مكان إلى مكان وفي دور اثنتين وأربعين ومائتين اجتمعا في السرطان فدلا على فتنة المستعين وعلى حروب وإراقة الدماء وعلى ظهور رجل يتبعه كل من يدعي الربوبية والوحي وما أشبه ذلك ولا يتم أمره ويكون مكثه بقدر دور المريخ الأصغر وفي دور اثنتين وسبعين ومائتين يجتمعان في السرطان فيدلان على أمور هائلة عظيمة وموت ملوك ورؤساء وفي دور ثلاث وثلثمائة يجتمعان في السرطان فيدلان على فساد وانتقاض يكون بناحية المغرب وفي دور سنة ثلاث وثلثين وثلثمائة يجتمعان في السرطان فيدلان على فتن وحروب كثيرة وعلى أن الإسلام يظهرون على أكثر الأديان

وإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه تمام ذكرنا من دلالتهما على الاعتبار بمقارنتهما في برج السرطان فنأتي بذكر دلالة مقارنتهما في سائر البروج على النسسق مع ممازجة بعض الكواكب لها

فنقول إنهما إذا اقترنا زحل والمريخ في الحمل دل ذلك على كون فتنة وحروب تكون بين الروم والعرب فإن كان المشتري والقمر مشاهدان لهما دل ذلك على القحط وظهور العدل ورجوع الناس إليه وعلى ظهور آية تعرض في الجو في آخر النهار او في آخر الليل

وإن كان في الثور دل على وقوع الفتن بين أهل الجبال والعرب وإن كان معهما المشتري دل على موت القائم وسفر يتهيأ للملوك مع أمراض تعرض لهم ولسائر الأشراف والعوام وكثرة الموت في النساء وغلبة المرار عليهم فإن كان ذلك بمشاهدة النيرين والمشتري والزهرة دل ذلك على كثرة الإفك والكذب في الناس والأراجيف وعلى زيادة المياه وهلكة الأشراف من الملوك وذل السفلة وخروج قوم من أهل الجبل على الملوك مع طول مدتهم ثم يقتلون بعد ذلك وعلى جرأة النساء على الرجال وكثرة الزناء ونفوق الدواب وكثرة الدماء ونقص في الشجر والنبات مع كثرة هبوب الرياح

صفحة ١٣٠