وفي دور سنة إحدى وثلثين اجتمعا في السرطان في تسع وعشرين درجة وكان القمر في الجوزاء في ستة أجراء وكان بينهما ثلاثة وخمسون جرءا فقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه على رأس ثلاثة وخمسين شهرا وانتقل الملك إلى المغرب لدفع القمر إلى عطارد الذي هو صاحب البيت الدال على ناحية المغرب وفي دور سنة إحدى وستين اجتمعا في السرطان ونظر إليهما المشتري فلم يغير الملك غير أنه كانت فتنة ابن الزبير وفي دورإحدى وتسعين اجتمعا في السرطان وكانت فتنة ابن المهلب بعد عشرين سنة وفي دورإحدى وعشرين ومائة اجتمعا في السرطان ولم ينظر المشتري إليهما وكان القمر في القوس يدفع التدبير إلى صاحب بيته الذي هو المشتري ويقبله وكانت القتنة بعد ذلك بخمس سنين وينقل الملك إلى العراق وكان في ذلك الوقت قتل الوليد بن يريد وخروج أبي مسلم بعد قتله بسنين وهلاك بني أمية وتنتقل الدولة إلى أهل السود وفي دور إحدى وخمسين ومائة اجتمعا في السرطان وكان المشتري في الحوت في تثليثهما فلم يغير الملك ولكن دلا على الحروب والقتال وفي دور إحدى وثمانين ومائة اجتمعا في السرطان وكان المشتري ساقطا عنهما وكان القمر في الحوت فلم يفسد الملك ولكن دلا على أن الملك ينتقل في أخر الدور من مكان إلى مكان بعد ذلك بعشر سنين فكانت فتنة ابن زبيدة وخروج الخوارج وانتقال الملك إلى ناحية المشرق وفي دور اثنتي عشرة ومائتين اجتمعا في السرطان فدلا على قوة أمر الترك وعلى تقلدهم لتدبير الدولة ونقل الملك من مكان إلى مكان وفي دور اثنتين وأربعين ومائتين اجتمعا في السرطان فدلا على فتنة المستعين وعلى حروب وإراقة الدماء وعلى ظهور رجل يتبعه كل من يدعي الربوبية والوحي وما أشبه ذلك ولا يتم أمره ويكون مكثه بقدر دور المريخ الأصغر وفي دور اثنتين وسبعين ومائتين يجتمعان في السرطان فيدلان على أمور هائلة عظيمة وموت ملوك ورؤساء وفي دور ثلاث وثلثمائة يجتمعان في السرطان فيدلان على فساد وانتقاض يكون بناحية المغرب وفي دور سنة ثلاث وثلثين وثلثمائة يجتمعان في السرطان فيدلان على فتن وحروب كثيرة وعلى أن الإسلام يظهرون على أكثر الأديان
وإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه تمام ذكرنا من دلالتهما على الاعتبار بمقارنتهما في برج السرطان فنأتي بذكر دلالة مقارنتهما في سائر البروج على النسسق مع ممازجة بعض الكواكب لها
فنقول إنهما إذا اقترنا زحل والمريخ في الحمل دل ذلك على كون فتنة وحروب تكون بين الروم والعرب فإن كان المشتري والقمر مشاهدان لهما دل ذلك على القحط وظهور العدل ورجوع الناس إليه وعلى ظهور آية تعرض في الجو في آخر النهار او في آخر الليل
وإن كان في الثور دل على وقوع الفتن بين أهل الجبال والعرب وإن كان معهما المشتري دل على موت القائم وسفر يتهيأ للملوك مع أمراض تعرض لهم ولسائر الأشراف والعوام وكثرة الموت في النساء وغلبة المرار عليهم فإن كان ذلك بمشاهدة النيرين والمشتري والزهرة دل ذلك على كثرة الإفك والكذب في الناس والأراجيف وعلى زيادة المياه وهلكة الأشراف من الملوك وذل السفلة وخروج قوم من أهل الجبل على الملوك مع طول مدتهم ثم يقتلون بعد ذلك وعلى جرأة النساء على الرجال وكثرة الزناء ونفوق الدواب وكثرة الدماء ونقص في الشجر والنبات مع كثرة هبوب الرياح
صفحة ١٣٠