المحنة على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
تصانيف
قال أبو الفضل: وقصر أبي الصلاة في خروجه إلى العسكر. وقال: تقصر الصلاة في أربعة برد، وهي ستة عشر فرسخا.
وصليت يوما به العصر، فقال: طولت بنا العصر، تقرأ في الركعة مقدار خمس عشرة آية. وكنت أصلي به في العسكر.
قال أبو الفضل: فلما صرنا بين الحائطين قال لنا يعقوب: أقيموا. ثم وجه إلى المتوكل بما عمل، فدخلنا العسكر وأبي منكس الرأس ورأسه مغطى. فقال يعقوب: اكشف رأسك يا أبا عبد الله، فكشفه، ثم جاء وصيف يريد الدار، فلما نظر إلى الناس وجمعهم، قال: ما هؤلاء؟! قالوا: أحمد بن حنبل، فوجه إليه بعد ما جاز بيحيى بن هرثمة، فقال: يقرئك الأمير السلام ويقول: الحمد لله الذي لم يشمت بك أهل البدع، قد علمت ما كان من حال ابن أبي دؤاد، فينبغي أن تتكلم بما يحب الله جل وعز، ومضى يحيى.
قال أبو الفضل: أنزل أبي رحمه الله دار إيتاخ، فجاء علي بن الجهم، فقال: قد أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان التي فرقها، وأمر أن لا يعلم بذلك فيغتم.
ثم جاء محمد بن معاوية فقال: إن أمير المؤمنين يكثر ذكرك، ويقول: يقيم ههنا يحدث، فقال: أنا ضعيف، ثم وضع إصبعه على بعض أسنانه، فقال: إن بعض أسناني يتحرك، وما أخبرت بذلك ولدي.
ثم وجه إليه، فقال: ما تقول في بهيمتين انتطحتا فقتلت إحداهما الأخرى فسقط فذبح؟ فقال: إن كان أطرف بعينه أو مصع بذنبه وسال دمه يؤكل.
صفحة ١٠٦