المحنة على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
تصانيف
فقال علي بن الجهم: فقلت له: يا أمير المؤمنين، قد تصدق بها، وقد علم الناس أنه قد قبل منك، وما يصنع أحمد بالمال؟ وإنما قوته رغيف، قال: فقال لي: صدقت يا علي.
قال أبو الفضل: وجه المتوكل إلى إسحاق بن إبراهيم يأمره بحمل أبي رحمة الله عليه إلى العسكر. قال: فوجه إسحاق إلى أبي فقال له: إن أمير المؤمنين قد كتب إلي يأمرني بإشخاصك إليه، فتأهب لذلك. قال أبي: فقال لي إسحاق بن إبراهيم: اجعلني في حل، فقلت: قد جعلت كل من حضر في حل. قال أبي: فقال لي إسحاق: أسألك عن القرآن مسألة مسترشد، لا مسألة امتحان، وليكن ذلك عندك مستورا؛ ما تقول في القرآن؟ قال أبي: فقلت: القرآن كلام الله غير مخلوق. قال: فقال لي: من أين قلت غير مخلوق؟ قال أبي: فقلت: قال الله عز وجل {ألا له الخلق والأمر} ففرق بين الخلق والأمر. فقال إسحاق: الأمر مخلوق؟ فقلت: سبحان الله أيخلق بخلق خلقا!. قال أبي: قال لي: وعمن تحكي أنه ليس بمخلوق؟ قال: فقلت له: جعفر بن محمد قال: ليس بخالق ولا مخلوق. قال: فسكت.
فلما كانت الليلة الثانية، وجه إلي فقال: ما تقول في الخروج؟ فقلت: ذاك إليكم. فقال: الذي حكيت عن محمد بن الحنفية؟ فقلت: لا، حكيت عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسكت.
صفحة ١٠٤