فمطلب القوم مولاهم وسيدهم يا حسن مطلبهم للواحد الصمد ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف من المطاعم واللذات والولد بلبلت قلوبهم بلابل الأحزان، وطرقها طارق الفقد والأشجان: أن هبت من الغور نسمة تمر على أسرارهم من شدي الحب، لسان حالهم فيما يجدون، وعبادتهم عما يستجن في سرهم المكنون: إذا غبت عن عيني تملا بك الفكر وإن لم يزرني الطيف طاف بك السر وكلي لسان عن هواك مخبر وكلي قلب أنت في طيه نشر برقت على قلوبهم بوارق المطلوب، وتدلت عليها لوامع من سر الغيوب، فأصبحوا بها هائمين، وفي ابتداء الطلب تائهين.
والله لو حلف العشاق أنهم سكرى من الوجد يوم البت ما حنثوا، ومن العجب العجيب أن أحدا منهم لا يدري ما به وما السبب لهيمانه ? وما الوجه الذي إذا أمه وتوجه إليه ظفر بمرامه ?
صفحة ٣٩