وكل عاقل لبيب يفرق بين وجود الشيء وحقيقته بالذوق؛ بلا كيف ولا إحاطة ؛ وبين تكييف الشيء والإحاطة به وتخيله.
فإن قلت: فالخيال لا بد منه؛ لأنه لا بد أن يقوم بقلب العارف شيء فيقال : نعم؛ لكن ليس كمثل الذي يقوم بقلبه شيء، ولذلك يذوق العارف حقيقة وجود الصفة عرية عن التكييف والتمثيل، قال الله تعالى: (وله المثل ألأعلى في السموات والأرض) . وجاء في الحديث : (وتعالى جدك).
فهو سبحانه وتعالى له المثل الأعلى في السماوات والأرض وفي قلوب المؤمنين، وليس لذلك المثل مثل يشبه به.
وهذا المثل يجده العارفون في قلوبهم؛ هو بمثابة الاسم والمسمى، فليس الاسم غير المسمى ولا عينه، ومن توهم أن الذي
صفحة ٦٥