أَو بِوَقْت يدل على أَن أَحدهمَا بعد الآخر فَيعلم أَن الآخر هُوَ النَّاسِخ، أَو بقول من سمع الحَدِيث أَو الْإِجْمَاع، قَالَ: وَأكْثر النَّاسِخ فِي كتاب الله إِنَّمَا عرف بِدلَالَة سنَن رَسُول الله ﷺ. وَأخرج عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قيل لَهُ مَتى يُفْتِي الرجل؟ فَقَالَ: "إِذا كَانَ عَالما بالأثر بَصيرًا بِالرَّأْيِ". وَأخرج عَن جُنْدُب بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: "من قَالَ فِي الْقُرْآن بِرَأْيهِ فَأصَاب فقد أَخطَأ". وَأخرج عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ: "أرسل عمر بن الْخطاب إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ: كَيفَ تخْتَلف هَذِه الْأمة وكتابها وَاحِد ونبيها وَاحِد وقبلتها وَاحِدَة؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا أنزل علينا الْقُرْآن فقرأناه وَعلمنَا فِيمَا نزل وَإنَّهُ سَيكون بَعدنَا أقوم يقرؤون الْقُرْآن وَلَا يعْرفُونَ فِيمَا نزل فَيكون لكل قوم فِيهِ رَأْي فَإِذا كَانَ لكل قوم فِيهِ رَأْي اخْتلفُوا، فَإِذا اخْتلفُوا اقْتَتَلُوا". أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه، قلت: فعُرف من هَذَا وجوب احْتِيَاج النَّاظر فِي الْقُرْآن إِلَى معرفَة أَسبَاب نُزُوله، أَسبَاب النُّزُول إِنَّمَا تُؤْخَذ من الْأَحَادِيث، وَالله أعلم.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ والدارمي عَن الشّعبِيّ قَالَ: كتب عمر بن الْخطاب إِلَى شُرَيْح: "إِذا حضرك أَمر لابد مِنْهُ فَانْظُر مَا فِي كتاب الله فَاقْض بِهِ، فَإِن لم يكن فبمَا قضى بِهِ
1 / 46