كُنْتُم لَا تعلمُونَ واهل الذّكر هم اهل الْعلم بِمَا انْزِلْ على الانبياء الْوَجْه الْخَامِس عشر انه سُبْحَانَهُ شهد لاهل الْعلم شَهَادَة فِي ضمنهَا الاستشهاد بهم على صِحَة مَا انْزِلْ الله على رَسُوله فَقَالَ تَعَالَى افغير الله ابْتغى حكما وَهُوَ الَّذِي أنزل اليكم الْكتاب مفصلا وَالَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يعلمُونَ انه منزل من رَبك بِالْحَقِّ فَلَا تكونن من الممترين الْوَجْه السَّادِس عشر انه سُبْحَانَهُ سلى نبيه بايمان اهل الْعلم بِهِ وامره ان لَا يعبأ بالجاهلين شَيْئا فَقَالَ تَعَالَى وقرآنا فرقناه لتقرأه على النَّاس على مكث ونزلناه تَنْزِيلا قل آمنُوا بِهِ اولا تؤمنوا إِن الَّذين اوتوا الْعلم من قبله إِذا يُتْلَى عَلَيْهِم يخرون للأذقان سجدا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبنَا إِن كَانَ وعد رَبنَا لمفعولا وَهَذَا شرف عَظِيم لهل الْعلم وَتَحْته ان اهله الْعَالمُونَ قد عرفوه وآمنوا بِهِ وَصَدقُوا فَسَوَاء آمن بِهِ غَيرهم اولا الْوَجْه السَّابِع عشر انه سُبْحَانَهُ مدح اهل الْعلم واثنى عَلَيْهِم وشرفهم بَان جعل كِتَابه آيَات بَيِّنَات فِي صُدُورهمْ وَهَذِه خَاصَّة ومنقبة لَهُم دون غَيرهم فَقَالَ تَعَالَى وَكَذَلِكَ انزلنا اليك الْكتاب فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُم الْكتاب يُؤمنُونَ بِهِ وَمن هَؤُلَاءِ من يُؤمن بِهِ وَمَا يجْحَد بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ وَمَا كنت تتلو من قبله من كتاب وَلَا تخطه بيمينك إِذا لارتاب المبطلون بل هُوَ آيَات بَيِّنَات فِي صُدُور الَّذين اوتوا الْعلم مَا يجْحَد بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ وَسَوَاء كَانَ الْمَعْنى ان الْقُرْآن مُسْتَقر فِي صُدُور الَّذين اوتوا الْعلم ثَابت فِيهَا مَحْفُوظ وَهُوَ فِي نَفسه آيَات بَيِّنَات فَيكون اخبر عَنهُ بخبرين احدهما انه آيَات بَيِّنَات الثَّانِي انه مَحْفُوظ مُسْتَقر ثَابت فِي صُدُور الَّذين اوتوا الْعلم اَوْ كَانَ الْمَعْنى أَنه آيَات بَيِّنَات فِي صُدُورهمْ أَي كَونه آيَات بَيِّنَات مَعْلُوم لَهُم ثَابت فِي صُدُورهمْ وَالْقَوْلَان متلازمان ليسَا بمختلفين وعَلى التَّقْدِيرَيْنِ فَهُوَ مدح لَهُم وثناء عَلَيْهِم فِي ضمنه الاستشهاد بهم فَتَأَمّله الْوَجْه الثَّامِن عشر أَنه سُبْحَانَهُ أَمر نبيه أَن يسْأَله مزِيد الْعلم فَقَالَ تَعَالَى فتعالى الله الْملك الْحق وَلَا تعجل بِالْقُرْآنِ من قبل ان يقْضى اليك وحيه وَقل رب زِدْنِي علما وَكفى بِهَذَا شرفا للْعلم ان امْر نبيه ان يسْأَله الْمَزِيد مِنْهُ الْوَجْه التَّاسِع عشر أَنه سُبْحَانَهُ اخبر عَن رفْعَة دَرَجَات اهل الْعلم والايمان خَاصَّة فَقَالَ تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا إِذا قيل لكم تَفَسَّحُوا فِي الْمجَالِس فافسحوا يفسح الله لكم وَإِذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَالَّذين أُوتُوا الْعلم دَرَجَات وَالله بماتعملون خَبِير وَقد أخبر سُبْحَانَهُ فِي كِتَابه بِرَفْع الدَّرَجَات فِي اربعة مَوَاضِع احدها هَذَا وَالثَّانِي قَوْله إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذين إِذا ذكر الله وجلت قُلُوبهم واذا تليت عَلَيْهِم آيَاته زادتهم إِيمَانًا وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ اولئك هم الْمُؤْمِنُونَ حَقًا لَهُم دَرَجَات عِنْد رَبهم ومغفرة ورزق كريم وَالثَّالِث قَوْله تَعَالَى وَمن يَأْته مُؤمنا قد عمل الصَّالِحَات اولئك لَهُم الدَّرَجَات العلى وَالرَّابِع قَوْله تَعَالَى وَفضل الله الْمُجَاهدين على القاعدين اجرا
1 / 50