218

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب

تصانيف

[ 171/1] وقال ابن السماك, كم مذكر لله ناس لله وكم مخوف بالله جريء على الله! وكم مقرب إلى الله بعيد من الله! وكم من داع إلى الله ( )(¬1) كتاب الله منسلخ من آيات الله. ومن أحب وعظ هذا الامام نصيحة له, فإن قبل فالحمد لله. وإن لم يقبل وأصر عاى التفاته كان جرحة في إمامته وشهادته, لأن إصراره على هذا المكروه العظيم دليل على استحفافه بالدين وعدم اهتباله بآداب شريعة سيد المرسلين, صلى الله عليه وسلم, مع ما في ذلك من ضلال الخلق في الاقتداء به في هذا المكروه الشنيع. ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة, لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا. وهذا الفعل منه دليل على نقصان فكرته أو فساد طويته أو سهوه وغفلته الدالين على عدم مبالاته وصلاة من خلفه.

وما أجاب به الولد من جواز هذا فخطأ صراح يرده أقوال علمائنا كما تقدم. وما استدل به من فعل أبي بكر فلا دليل فيه, لأن أبا بكر إنما فعله لضرورة. وقد نص على ذلك علماؤنا, بل ورد عنه أنه كان لا يلتفت كما قدمناه أولا. فالواجب على هذا الولد أن يتوب إلى الله تعالى من هذه المعاصي الثلاث: من فتياه بالجواز, ومن استقرائه ذلك من الأثر, ومن نسبة أبي بكر إلى الالتفات من غير تقييد بعذر. وصفة توبته أن يندم على ما صدر منه ويرجع عن خطئه ويقرر ذلك لمن كان أفتاه واعتذر به له عن أبيه. فهذا جواب ما سألتم عنه مختصرا, وأرجو من فضل ربي أن يكون فيه مقنع وكفاية. والله سبحانه يرزقنا واياكم التوفيق والهداية بمنه وفضله وجوده وكرمه. وكتب مسلما عليكم زمريدا الخير لكم عبد الله بن محمد بن موسى العبدوسي لطف الله به, وخار له بمنه وفضله.

[الجماعة يذكرون سجود السهو بعد مدة]

وسئل عن جماعة ذكروا سجود السهو بعدئذ, هل يجوز ان يؤمهم فيه أحدهم؟

صفحة ٢١٨