منهجية التأليف في السيرة عند ابن كثير
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ذلك في قول الشيخ عبد الوهاب السبكي (ت:٦٨٣هـ) صاحب طبقات الشافعية: إن المزي والذهبي وكثيرًا من أتباعهم أضرَّ بهم ابن تيمية (١) .
إن الخيط الذي جمع بين ابن تيمية وابن القيم الحنبليين والمزي والذهبي وابن كثير الشافعيين، ليس العامل الإقليمي، بل ارتباطهم بمدرسة الحديث والأثر التي ترى أن مصدر العقائد والأحكام هو الكتاب والسنة، وهذه المدرسة هي التي منحت الذهبي وابن كثير تلك المنزلة والمكانة بين المؤلفين في السيرة والتاريخ، فرأينا تميزًا نوعيًا في التأليف ومعالجات نقدية للروايات والآراء.
مارس ابن كثير التدريس في الجامع الأموي بدمشق وفي المدرسة النورية وفي عدة مساجد في دمشق وتولى مشيخة دار الحديث الأشرفية كما مارس الإفتاء والخطابة (٢)، هذا إلى جانب النشاط التأليفي الذي يعدُّ الظاهرة الأهم في حياة ابن كثير، حيث ألف وجمع العديد من المصنفات التي يذكر بعض الباحثين أنها تربو على (٦٠) كتابًا (٣) . ومع كثرة مصنفاته إلا أن ما ناله من شهرة ومكانة إنما يرجع إلى كتابيه: "تفسير
_________
(١) طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود محمد الطناحي، القاهرة، ١٣٨٥هـ، ١٠/٤٠٠.
(٢) البداية والنهاية، ١٨/٦٩٩،٧١٩، ٧٥٩ الداودي: طبقات المفسرين، ١/١١٢.
(٣) إسماعيل سالم عبد العال: ابن كثير ومنهجه في التفسير، ص:١٢٣.
1 / 16