99

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

فعن أنس ﵁ أن رجلًا قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ «^١). ولو تأملنا قصة إسلام طلحة بن عبيد الله والتي أوردها ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المحزمي أن قريشًا قالت: قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد ﷺ رجلًا يأخذه، فقيضوا لأبي بكر ﵁ طلحة بن عبيد الله فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر ﵁: إلام تدعوني؟ قال طلحة: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى، قال أبو بكر الصديق: من اللات والعزى؟ قال طلحة: بنات الله، قال أبو بكر: فمن أمهن؟ فسكت طلحة وقال لأصحابه: أجيبوا، فسكتوا، فقال طلحة: قم يا أبا بكر فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأخذه أبو بكر بيده إلى الرسول ﷺ وقد أسلم. فلو تأملنا حديث أنس ﵁ وقصة إسلام طلحة لوجدنا فيها تشابهًا كبيرًا؛ فمخاطبة العقل لدى المدعو وحثه على التفكير أمر مطلوب في الدعوة، وقد قام به رسول الله ﷺ وأصحابه، وذلك لمناقشة عقول المشركين وحتى يستحثوا هذه العقول على التفكر ليخرجوها من الجمود والتحجر إلى النور والحرية الحقة.

(^١) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب الحشر، رقم ٦٥٢٣، ص ١١٣٠.

1 / 105