93

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي ﵁ (^١). وهنا نجد أن دعوة علي بن أبي طالب ﵁ المشرك عمرو بن عبد ود للإسلام قبل المبارزة قد وافقت وصية رسول الله ﷺ له يوم خيبر، وإن أتت بعدها، فعن سهل بن سعد ﵁ أنه سمع النبي ﷺ يقول يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلًا يفتح الله على يديه (، فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجو أن يُعطى فقال: (أين علي؟ (فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له، فبصق في عينيه فبرأ مكانه، حتى كأنه لم يكن له شيء، فقال علي: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال ﷺ: (على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم «^٢). فتقديم الدعوة على القتال والحرص على إسلامهم هو الغاية، فإن حصل ذلك من دون قتال كان فيه خير كثير، يقول ابن حجر في ذلك: "إنه استدل بقوله: "ادعهم" أن الدعوة شرط في جواز القتال، والخلاف في ذلك مشهور" (^٣)، وكانت جيوش المسلمين إذا توجهت إلى قتال تدعو من يقاتلونهم إلى إحدى ثلاث خصال، فهذا خالد بن الوليد ﵁ يكتب إلى أهل فارس يدعوهم إلى الإسلام ويخيرهم بين الإسلام أو الجزية أو القتال، وكتابه الآخر إلى هرمز بالثغر بنفس المضمون، وكتابه أيضًا إلى مرازبة فارس وجميعها

(^١) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ٢/ ١٩٣. (^٢) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي ﷺ الناس إلى الإسلام والنبوة، رقم ٢٩٤٢، ص ٤٨٧. (^٣) فتح الباري، ابن حجر، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، رقم ٤٢١٠، ٨/ ٤٨٢٢ ..

1 / 99