منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
ط) الشاهد التاسع: إظهار الحق وعدم كتمه:
قوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (^١). هذه الآية مطابقة لما قام به النجاشي من دعوة عمرو بن العاص ﵄ عندما ذهب إلى الحبشة بعد غزوة الخندق، قال عمرو بن العاص: "لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالًا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله إني لأرى أمر محمد يعلو علوًا منكرًا، إلى أن قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حيث قتلت رسول محمد، قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال: مرحبًا بصديقي، أأهديت لي من بلادك شيئًا؟ قال قلت: نعم أيها الملك قد أهديت لك أدمًا كثيرًا، قال: ثم قدمته إليه، فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيها الملك، إني قد رأيت رجلًا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أن قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقًا منه، ثم قلت: أيها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه، فقال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟ قال: قلت: أيها الملك، أكذاك هو؟ فقال: ويحك يا
(^١) سورة البقرة، الآية: ٤٢.
1 / 89