منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾، وقد ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع أن هذه الآلهة لا تضر ولا تنفع كقوله تعالى: ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (^١)، وقوله تعالى: ﴿قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾ (^٢)، وفي خطابه ﷾ لبني إسرائيل عندما صنعوا العجل قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ (^٣)، كما أن هناك آيات أخرى تدل على أن ما يعبدونه من دون الله لا يضر ولا ينفع.
وفي قصة دعوة عبدالله بن رواحة ﵁ لأبي الدرداء وتحطيم صنمه إشارة إلى أن هذا الصنم لا يستطيع أن يضر من حطمه، وقصة إسلام عمرو بن الجموح وما فعله ابنه معاذ ومعاذ بن جبل ﵃ من إهانة لصنم عمرو بن الجموح حتى أثبتوا له أنه صنم لا يستطيع أن يدافع عن نفسه فكيف ينفع غيره أو يضرهم؟ كما أن هناك شاهدًا في قصة إسلام عثمان بن عفان ﵁ التي ذكرناها سابقًا، عندما قال له أبو بكر الصديق ﵁: ويحك يا عثمان، إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا؟ أليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ قال قلت: بلى والله إنها كذلك، قال: فقد والله صدقتك خالتك، ثم بعد ذلك أخذه إلى رسول الله ﷺ وأسلم في لحظته ﵁.
(^١) سورة المائدة، الآية: ٧٦. (^٢) سورة الرعد، الآية: ١٦. (^٣) سورة طه، الآية: ٨٩.
1 / 87