منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
الثغر: "أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك الذمة وأقرر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة" (^١)،
وكأن لسان حال خالد بن الوليد ﵁ وجيشه يطبق الآية في سورة المائدة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ (^٢).
ففي قوله تعالى: ﴿وَيُحِبُّونَهُ﴾ يقول ابن عاشور: "إن محبة العبد ربه انفعال النفس نحو تعظيمه والأنس بذكره وامتثال أمره والدفاع عن دينه" (^٣)، وكان ذلك في خالد بن الوليد وجيشه ﵃ وهي محبة الشهادة في سبيل الله والفوز بلقائه سبحانه. وقوله تعالى: ﴿أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ "أي يظهرون الغلظة والترفع على الكافرين" (^٤)، ويقول ابن كثير: "أي متعززًا على خصمه وعدوه" (^٥)، ومثلها قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ (^٦)، وقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (^٧). يقول الشيخ السعدي في قوله تعالى: ﴿أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾: "أعزة قد اجتمعت هممهم
(^١) تاريخ الأمم والملوك، الطبري، ٢/ ٣٠٩ .. (^٢) سورة المائدة، الآية: ٥٤. (^٣) التحرير والتنوير، ابن عاشور، المجلد الثالث، الجزء السادس، ص ٢٣٦. (^٤) التفسير الكبير، الرازي، المجلد السادس، الجزء الثاني عشر، ص ٢١. (^٥) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٥/ ٢٦٠. (^٦) سورة التوبة، الآية: ٧٣. (^٧) سورة الفتح، الآية: ٢٩.
1 / 84