منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

عبد العزيز بن محمد بن سعود الكبير ت. غير معلوم
73

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

أروى بنت عبد المطلب فقال: تبعت محمدًا وأسلمت لله، فقالت له أمه: إن أحق من آزرت وعضدت خالك، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه، فقال طليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة، ثم قالت: أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن، فقال طليب: فإني أسألك بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وكانت تعضد النبي ﷺ بلسانها وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره (^١). فهذا طليب ﵁ بعد إسلامه مباشرة ذهب إلى والدته ليدعوها إلى الإسلام، وفي تأكيد هذا الأمر ورد في القرآن قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (^٢)، فأمر الله ﷾ المؤمنين بأن يتقوا النار هم وأهلوهم قبل أي أحد آخر. هـ) الشاهد الخامس: الإجارة من أجل الدعوة: قال تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (^٣). وعلى هذا الأساس كانت دعوة أبي ذر ﵁ لحويطب بن عبد العزى، قال حويطب: لما دخل رسول الله ﷺ

(^١) انظر: الطبقات الكبرى، ابن سعد، طبقات البدريين من المهاجرين، ٣/ ١٢٣. (^٢) سورة التحريم، الآية: ٦. (^٣) سورة التوبة، الآية: ٦.

1 / 79