منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
أنهم على دين نوح وهم كاذبون" (^١)، ويقول الفيروزآبادي: "إن قبلتهم من مهب الشمال" (^٢)، وقيل: "إنهم على دين صابئ بن شيث بن آدم، ونسبتهم إليه" (^٣)، إلا أن الطبري يذكر "أنهم نسبوا إلى صابئ بن متوشلخ بن أخنوخ وذلك قبل نوح ﵇، وهم من أرسل إليهم؛ وأخنوخ هو إدريس ﵇ «^٤).
وبناءً على ذلك تكون الصابئة من أقدم الديانات الموجودة الآن والتي لها أتباع وإن قلوا، وقد ذكرهم القرآن الكريم في ثلاثة مواضع في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى﴾ (^٥)، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ﴾ (^٦)، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (^٧).
والصابئة تفترق إلى أربع فرق: أصحاب الروحانيات، وأصحاب الهياكل، وأصحاب الأشخاص، والحرنانية (^٨)، وكل منهم له مذهبه الخاص، وطريقة عبادته واعتقاده، والذي يختلف به عن الطريقة الأخرى، وسوف نذكرهم باختصار:
(^١) العين، الفراهيدي، حرف الصاد، باب الثلاثي المعتل، باب الصاد والباء، ٧/ ١٧١. (^٢) القاموس المحيط، الفيروزآبادي، باب الهمزة، فصل الصاد، ص ٤٥. (^٣) المصباح المنير، الفيومي، كتاب الصاد، ص ١٧٤. (^٤) تاريخ الأمم والملوك، الطبري، ١/ ١٠٨. (^٥) سورة المائدة، الآية: ٦٩. (^٦) سورة البقرة، الآية: ٦٢. (^٧) سورة الحج، الآية: ١٧. (^٨) انظر: الملل والنحل، الشهرستاني، القسم الثاني، الجزء الأول، ص ٩، ٤٨، ٤٩، ٥٣.
1 / 51