منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
فوزهم، حتى إن فوز غيرهم بالنسبة إلى فوزهم يعد كالمعدوم" (^١). وعند القرطبي "أن ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾ أي: لهم المزية والمرتبة العلية" (^٢).
٣ - الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (^٣).
يقول الشيخ أبو بكر الجزائري: "هم الذين سبقوا غيرهم إلى الإيمان والهجرة والنصرة والجهاد، والذين اتبعوهم في ذلك وأحسنوا أعمالهم موافقة لما شرع الله وبيَّنه رسوله محمد ﷺ «^٤).
ولا خلاف بين أهل العلم في أن الآية تتحدث عن الصحابة، إلا أن الخلاف في من هم هؤلاء الصحابة، فقد قال ابن عباس: "إنهم هم الذين صلوا إلى القبلتين وشهدوا بدرًا، وعن الشعبي: هم الذين بايعوا بيعة الرضوان" (^٥)، وقال أبو موسى الأشعري وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين والحسن وقتادة: "هم الذين صلوا إلى القبلتين مع الرسول ﷺ «^٦).
(^١) المرجع السابق. (^٢) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثاني، المجلد الرابع، ص ٣٢١. (^٣) سورة التوبة، الآية: ١٠٠. (^٤) أيسر التفاسير، أبو بكر الجزائري، ص ٤٢٠. (^٥) التفسير الكبير، الرازي، المجلد الثامن، الجزء السادس عشر، ص ١٣٤. (^٦) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٧/ ٢٧٠.
1 / 28