175

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

يقول الرسول ﷺ في حديث جابر بن عبدالله: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة «^١)، يقول شيخ الإسلام في ذكر كلمتي "الناس والعالمين" في القرآن والسنة قال: "فاسم "الناس" و"العالمين" يدخل فيه العرب وغير العرب من الفرس والروم والهند والبربر" (^٢)، ويقول الشيخ البسام: "قد جعل الله تعالى في هذا النبي وفي رسالته السامية الصلاحية والشمول لأن تكون الدستور الخالد والقانون الباقي لجميع البشر على اختلاف أجناسهم وتباين أصنافهم" (^٣). والشاهد مما سبق من الآيات والأحاديث والأقوال هو المدعو ومن هو؟ وما أهميته في الإسلام والدعوة؟ وما ترتب على ذلك من أهمية لدى الصحابة ﵃ وحرصهم على تبليغ الرسالة إليه؟ بالإضافة إلى الفضل والأمر العظيم الذي سيحصل عليه الصحابة بدخول هذا المدعو إلى الإسلام، ففي وصية الرسول ﷺ لعلي بن أبي طالب ﵁ في غزوة خيبر قال: (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم (.
ولو لم يأت من الفضل للصحابة ﵃ إلا ذلك لكفى، وجعل لأهمية المدعو عندهم مكانًا عليا، وذلك ما جعل المدعو لديهم سلعة يتاجرون بها مع الله ويرجون الربح من ورائها والأجر من عند الله، والاستثمار الباقي، وذلك ما جعلهم يسخِّرون الصعب ويخاطرون بأرواحهم وأموالهم وأهليهم من أجل هذا المدعو،

(^١) صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب قول الرسول ﷺ: (جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا (، رقم ٤٣٨، ص ٧٦.
(^٢) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ٣٤/ ٢٠٧.
(^٣) تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبدالله بن عبدالرحمن البسام، ص ٧٦.

1 / 184