124

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

وأيضًا من أدلة الاجتماع وعدم التفرقة في الدعوة، توافق الرسل الذين أرسلهم سعد بن أبي وقاص ﵁ إلى رستم، وكيف كانت كلمتهم واحدة، وأنهم واثقون من أن المسلمين سوف يتبعون ما اتفقوا عليه مع رستم، ولن يختلفوا معهم؛ مما أعطى انطباعًا لدى الفرس عن مدى قوة المسلمين وتماسكهم ومنعتهم. ومن ذلك اجتماع المسلمين على سلمان الفارسي ﵁ يوم القصر الأبيض وطاعتهم له عندما دعا الفرس وأعطاهم ثلاثة أيام قبل أن ينهدَّ عليهم، ويفتح حصونهم، وهو داعيتهم، ولم يكن أمير الجند آنذاك. ومن هذا تتبين أهمية الاجتماع وعدم التفرق، وحرص الصحابة عليه، وأن باجتماع الدعاة يجتمع الناس ويتفقون، وبتفرقهم تفريق للأمة وإضعاف لها، وجعلها أحزابًا كل حزب معادٍ للآخر، ومتربص به، ويبحث عن هفواته وزلاته، فيصبح هَمُّ الدعاة زيادة الفجوة بين الناس لكسب تأييدهم، وزيادة أتباعهم، والقدح والتجريح فيمن هو مخالف لهم، ونسوا أن هناك من يتربص بهذا الدين، ويحيك له المؤامرات والمكائد؛ لكي يبعد الناس عن الحق، قال ﷺ: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم «^١).

(^١) صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينًا، رقم ٧١٠٣، ص ١٢٢٤.

1 / 131