117

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "إن أول زاد يتزود به الداعية إلى الله ﷿ أن يكون على علم مستمد من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله ﷺ الصحيحة المقبولة" (^١). وذلك يوافق ما قام به ضمام بن ثعلبة ﵁ عندما أتى إلى الرسول ﷺ فسأله عن أمور الدين جميعها ثم عاد إلى قومه يدعوهم إليها. والعلم الذي يحفظ الدعوة ويحصنها هو البصيرة التي ذكرت في سورة يوسف، يقول الشيخ العثيمين ﵀: أي على بصيرة في ثلاثة أمور (^٢): الأول: على بصيرة فيما يدعو إليه. الثاني: على بصيرة في حال المدعو. الثالث: على بصيرة في كيفية الدعوة. ولو تأملنا جميع شواهد دعوة الصحابة لوجدنا أنهم قد كانوا على بصيرة في جميع تلك الأمور التي ذكرها الشيخ ابن عثيمين، ولأن المجال هنا ليس مجالها فلن نتطرق لها؛ إلا أن جلوس الصحابة عند رسول الله ﷺ كان مصدرًا لغرس العلم في صدورهم وحرصهم على ذلك زادهم فقهًا؛ مما أنار الطريق أمامهم في دعوتهم، ومن فضل العلم قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (^٣)، وقال تعالى:

(^١) زاد الداعية إلى الله، محمد بن صالح العثيمين، ص ٨. (^٢) انظر: المرجع السابق، ص ٩. (^٣) سورة الزمر، الآية: ٩.

1 / 124