منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
بعثهم رسول الله ﷺ في سرية قال: فلما دنونا من الحصن سمعنا ضوضاء أهله، فاستحثثت فرسي فأتيتهم فقلت لهم: قولوا: لا إله إلا الله تحرزوا، فقالوا؛ فقال أصحابنا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا، فلما قدمنا على رسول الله ﷺ أخبر بذلك فحسَّن لي ما صنعت وقال لي: (إن لك من الأجر بعدد كل إنسان منهم كذا وكذا (. ونجد هنا المراجعة من صحابة رسول الله ﷺ فيما قام به مسلم بن الحارث ﵃ أجمعين للوصول إلى الصواب ومعرفة الحق.
وإذا كانت المرجعية هي ما يُنطَلَق منه فهي أيضًا ما يُحتكَم إليه، وهذا ما حصل في قصة مسلم بن الحارث ﵁، قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ (^١)، فالرجوع إلى الرسول ﷺ هو أمر إلهي مسلم به لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، فكيف إذا كان الأمر متعلقًا بالدعوة إلى الله، فإن الرجوع إلى الرسول هو ضابط رئيس يجعل الدعوة في المسار الصحيح المحكوم بما جاء به رسول الله ﷺ من ربه.
الضابط الرابع: الإخلاص في دعوة المشركين وبذل الجهد في ذلك:
إن الإخلاص من أهم شروط قبول العمل، وبما أن الدعوة من الأعمال المقربة إلى الله وهي من الأعمال الصالحة فالإخلاص فيها آكد، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (^٢)؛
(^١) سورة النساء، الآية: ٥٩. (^٢) سورة فصلت، الآية: ٣٣.
1 / 116