منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
الله، قال تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ (^١). وهي أول ركن من أركان الإسلام وهو: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله «^٢). وكان الرسول ﷺ يقف على القبيلة فيقول: (يا بني فلان، إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به «^٣).
ويقول الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب ﵀ في إحدى رسائله: "فاعلم أن التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم: إفراد الله بالعبادة كلها ليس فيها حق لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلًا عن غيرهم. فمن ذلك لا يدعى إلا إياه" (^٤)، "والتوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له" (^٥)، ولابن أبي العز الحنفي في "شرح العقيدة الطحاوية" قول بليغ في التوحيد يقول: "اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله، والصحيح أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله، وأول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فالتوحيد هو أول ما يدخل في الإسلام، وآخر ما
(^١) سورة البقرة، الآية: ١٦٣. (^٢) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي ﷺ إلى الإسلام، رقم ٢٩٤٦، ص ٤٨٧. (^٣) المسند، الإمام أحمد، مسند المكيين والمدنيين، مسند ربيعة بن عباد الديلي، رقم ١٦١٢١، ٥/ ٥٠٠. (^٤) الرسائل الشخصية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ص ١٦٦. (^٥) لسان العرب، ابن منظور، مادة: وحد، ٣/ ٤٥١.
1 / 108