البحراني (١) بالرد عليه في كتاب اسمه " لسان الصدق "، كما رد عليه الشيخ / عبد الرحمن الجزيري في كتاب اسمه " أدلة اليقين، تلا ذلك إطلاق الكتاب بعدة لغات تحوي النسخة ثلاثة أجزاء تحت مسمى الطبعة الثالثة لمركز الشبيبة بازل بسويسرا، وحذفوا فيها المقدمة وغيروا أسماء الفصول والأبواب وأبدلوا كثيرا من المواضع.
أثار فندر بكتابه " ميزان الحق " والذي ألفه عام ١٢٤٨ هـ، الموافق ١٨٣٣ م، مجادلات شديدة مع علماء الإسلام في دلهي، وأكرا، ولكهنؤ، وكان له اطلاع على اللغتين الفارسية والأردية، وكان له دوره في تزعم الحملة التنصيرية في الهند؛ فكان يتنقل بين المدن الهندية يلقي المحاضرات، ويقيم الندوات، ويدرب المنصِّرين الذين كان من جهودهم إلقاء محاضرات باللغة الإنجليزية على المسلمين المتنورين. أما كتابه " ميزان الحق " فقد أصبح مرجع الكتَّاب الذين يريدون الطعن في الإسلام، وأصبح أيضًا في نظر علماء الإسلام دليلًا على صحة دين الإسلام، على عكس ما أراد فندر؛ فأثبت رحمت الله تحريف التوراة والإنجيل من حيث يريد إثبات سلامتهما، وعمل على هدم دينه من أساسه من حيث يريد بناءه.
أما مساعد وشريك القسيس فندر في المناظرة فهو صديقه القسيس فرنج French، وكان فندر يعده المنصرون ثالث أخطر منصِّر يدخل الهند؛ فقد سبقه القس اليسوعي جيروم كزافييه Jerome Xavier، المتوفى سنة ١٠٢٦ هـ، الموافق ١٦١٧ م. ثم جاء المنصِّر هنري مارتين Henry Martin، الذي ترجم الإنجيل إلى الفارسية والأردية (٢).
وفي الختام سيتم عرض حياة القس فندر كاملا في ترجمة له عن الدكتور كلينتون الأستاذ بالجامعات الإنجليزية، والذي يحكي فيها عن نشأته ومنهجه وأعماله وتقييمه لدوره. وكما تم عرض هذا المبحث فقد تبين خطورة كتاب " ميزان الحق " شرقا وغربا وجهود فندر في ترجمة كتابه ذلك ومناظرة المسلمين فيه.