منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة
الناشر
دار ماجد عسيري
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
المطلب الثالث: أدلة أهل السنة على خصال الإيمان الثلاثة:
يستدل أهل السنة على أن الإيمان يشمل القول والاعتقاد والعمل، بالكتاب والسنة، فأما دليلهم على أن الإيمان قول باللسان فقوله تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ ١ الآية. وقول الرسول ﷺ: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" ٢. وأما دليلهم على أنه اعتقاد بالقلب فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ﴾ ٣ الآية. وقوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ ٤. وقول النبي ﷺ: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه" ٥. وأما دليلهم على أنه عمل بالجوارح فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ٦ وقوله تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٧. فأهل السنة يعتمدون في مذهبهم على الكتاب والسنة.
١ سورة البقرة: الآية (١٣٦) ٢ رواه بهذا اللفظ أبو داود. ك: الجهاد. باب: على ما يُقاتل المشركون (٣/ ٤٤) ورواه بنحوه البخاري: الصحيح. ك: الزكاة، باب: وجوب الزكاة. ح: ١٣٩٩ (٣/ ٣٠٨) ٣ سورة المائدة: الآية (٤١) ٤ سورة الحجرات: الآية (١٤) ٥ رواه أبو داود: ك: الأدب، باب: في الغيبة (٤/ ٢٧٠) ٦ سورة الحج: الآية (٧٧) ٧ سورة التوبة: الآية (١١٢)، وانظر: أبو عبيد: الإيمان (ص:١١) وما بعدها، واللالكائي: شرح الأصول (٤/ ٩١١) وما بعدها.
1 / 219