67

منهج الإمام الدارقطني في نقد الحديث في كتاب العلل

الناشر

دار المحدثين للبحث العلمي والترجمة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠١١ م - ١٤٣٢ م

تصانيف

ثالثًا: الطريقة التي كان الدارقطني نادرًا ما يسلكها في بيان العلة:
١ - لا يذكر أسماء الرواة الذين اختلفوا في الحديث، أو سنده بل يقول: من روى هذا الحديث فقد وهم وقال ما لم يَقُلهُ أحد من أهل العلم، ومثال ذلك ما قاله في حديث:
" أنس عن عمر أنَّه سأل عن قوله تعالى: ﴿وفاكهة وأبَّا﴾ فما الأبّ؟ ثم قال هذا لعَمْرُ الله التكلف فخذوا أيها النَّاس بما تبين لكم فيه فما عرفتم فخذوا به وما لم تعرفوا فكِلُوا علمه إلى الله تعالى (١).
قال - الدارقطني -: من روى هذا الحديث فكِلُوه إلى خالقه فقد وهم، وقال ما لم يقله أحد من أهل العلم بالحديث، فإنه لا يعرف فيه إلا قوله فكِلُوه إلى عالمه، أوكِلوا علمه إلى الله ﷿ أو فدعوه " (٢).
٢ - قد يجمل ذكر بعض الرواة بعبارة من العبارات التي تدل على الإجمال كأن يذكر بعض رواة أحد الأوجه ثم يعقب بقوله: " وغيرهم " أو " آخرين "، ومثال ذلك ما قاله في حديث: " عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، عن عثمان أن النَّبي ﷺ قال: «اجْتَنِبُوا أُمَّ الْخَبَائِثَ فِإنَّهُ كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ...» الحديث (٣).

(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى ١٤١٠هـ
تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، (ج٢/ص٢٤٢)، برقم (٢٢٨١)، بلفظ: " أنه سمع عمر بن الخطاب ﵁ يقرأ: ﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ (سورة عبس آيةرقم ٣١)، فكل هذا قد عرفنا فما الأبّ؟ ثم نفض ما كان في يده فقال: هذا لعمر الله التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب ".
(٢) أبو الحسن الدارقطني، كتاب العلل (ج٢/ص١٢٠)، سؤال رقم (١٥٣).
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، (ج٥/ص١٠)، برقم (٥٥٨٦)، من طريق: عمر بن سعيد ابن سريح عن الزهري مرفوعًا، والموقوف أصح لأنَّ كبار الحفاظ عن الزهري قد أوقفه، أمثال: معمر بن راشد، ويونس الأيلي وهما أثبت الناس في الزُّهري، فالحديث بهذا الإسناد مُعَلٌّ بالوقف.

1 / 72