54

رسالة في أسس العقيدة

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار» أخرجه مسلم. كما بعث رسول الله ﷺ كتبه في أقطار الأرض إلى كسرى وقيصر والنجاشي والمقوقس وسائر الملوك يدعوهم إلى الإسلام. ومن صدق من اليهود والنصارى برسالة محمد ﷺ ولكن قال: " إنه رسول إلى العرب " خاصة فقوله باطل لأنه لما صدق بالرسالة لزمه تصديقه في كل ما يخبر به، وقد أخبر ﵊ أنه رسول إلى الناس كافة. أما من كذب برسالته فتبين له دلائل نبوته ﵊ وهي كثيرة. [ختم النبوة به ﷺ] ختم النبوة به ﷺ: رسولنا محمد ﷺ خاتم النبيين، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠] (الأحزاب الآية: ٤٠) . ومعنى الآية أن النبيين ختموا بمحمد ﷺ فهو آخرهم. وقد اختلف العلماء في الفرق بين النبي والرسول، فمنهم من قال: إنه لا فرق فكل نبي رسول، وكل رسول نبي، ومنهم من قال: إن هناك فرقا بينهما، وأصحاب الرأي الثاني أجمعوا على أن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى. وبهذا تواترت الأحاديث عن رسول الله ﷺ من ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه

1 / 56