منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

على عبد الباسط مزيد ت. غير معلوم
53

منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

الناشر

الهيئة المصرية العامة للكتاب

رقم الإصدار

-

تصانيف

الفصل السادس: مظاهر احتياط الصحابة في قبول الحديث الشريف ١ كما احتاط الصحابة في التحديث احتاطوا أيضًا وتثبتوا في قبول الأخبار عن رسول الله ﷺ خشية الوقوع في الخطأ، ومن مظاهر ذلك ما يلي: الأول: طلبهم شاهدًا على السماع: قال الحافظ الذهبي: كان أبو بكر ﵁ أول من احتاط في قبول الأخبار، فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تُورث، فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئًا، وما علمت أن رسول الله ﷺ ذكر لك شيئًا، ثم سأل الناس، فقام المغيرة فقال: سمعت رسول الله ﷺ يعطيها السدس، فقال له: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه٢. وروى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: "كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا، فرجعت فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله ﷺ: "إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع"، فقال: والله لتقيمن عليه ببينة٣، أمنكم أحد سمعه من النبي ﷺ؟ فقال أُبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي ﷺ قال ذلك٤، فقال عمر لأبي موسى: أما إني لم أتهمك؛ ولكن خشيت أن يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم٥.

١ راجع: المدخل إلى توثيق السنة "ص٣٢-٣٤". ٢ تذكرة الحفاظ "١/ ٣" والحديث في الموطأ "٢/ ٥١٣"، وسنن أبي داود "٣/ ٣١٦، ٣١٧" "١٣" كتاب الفرائض "٥" باب في الجدة - حديث "٢٨٩٤"، سنن الترمذي "٤/ ٣٦٥، ٣٦٦" "٣٠" كتاب الفرائض "١٠" باب ما جاء في ميراث الجدة - حديث "٢١٠٠"، "٢١٠١"، سنن ابن ماجه "٢/ ١٠٨، ١٠٩" "٢٣" كتاب الفرائض "٤" باب ميراث الجدة - حديث "٢٧٢٤". ٣ في لفظ مسلم: فقال عمر: أقم عليه البينة وإلا أوجعتك. ٤ صحيح البخاري بحاشية السندي "٤/ ٨٨"، صحيح مسلم "٣/ ١٦٩٤". وهو في الموطأ "٢/ ٩٦٤". ٥ الموطأ "٢/ ٩٦٤".

1 / 63