منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

على عبد الباسط مزيد ت. غير معلوم
35

منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

الناشر

الهيئة المصرية العامة للكتاب

رقم الإصدار

-

تصانيف

وروى مسلم عن أنس بن مالك ﵁ أنه كتب حديثًا عن رسول الله ﷺ غير كتاب أبي بكر١. وروى الخطيب بسنده عن عبد الله بن المثنى قال: حدثني عمَّاي: النضر وموسى ابنا أنس، عن أبيهما أنس بن مالك ﵁ أنه أمرهما بكتابة الحديث والآثار عن رسول الله ﷺ وتعلمها٢. وكان ثمامة بن عبد الله بن أنس لديه كتاب نقله إلى حماد بن سلمة٣. وروى أبو خيثمة ﵁ بسند صحيح عن علي -كرم الله وجهه- قوله: من يشتري صحيفة بدرهم يكتب فيها العلم؟ ٤ وزاد ابن سعد: فاشترى الحارث الأعور صحفًا بدرهم، ثم جاء بها عليًّا فكتب له علمًا كثيرًا٥. ويروى أن عبد الله بن مسعود ﵁ "ت٣٢هـ" كان له كتاب، على الرغم مما رُوي عنه من أنه من المعارضين لكتابة الحديث، حتى يقال: إنه أتلف كتابًا أُحضر له للدراسة والتأمل٦، فقد أقسم ابنه أن لديه كتابًا بخط والده٧. وجمع الحسن بن علي بن أبي طالب ﵄ بنيه وبني أخيه فقال: يا بَني، إنكم اليوم صغار قوم أوشك أن تكونوا كبار قوم فعليكم بالعلم، فمن لم يحفظ منكم فليكتبه وليضعه في بيته٨. وقد كان قضاء علي بن أبي طالب ﵁ مكتوبًا، بدليل أن ابن أبي مليكة قال: كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب له كتابًا ويخفي عني، فقال ولد ناصح: أنا

١ صحيح مسلم بشرح النووي "١/ ٢٠٥-٢٠٧" وفيه نص ما كتبه. ٢ تقييد العلم "ص٩٦". ٣ الكفاية "٤٧٣". ٤ كتاب العلم لأبي خيثمة "ص١٤٤" بتحقيق الألباني - المطبعة العمومية - دمشق. ٥ الطبقات الكبرى "٦/ ١١٦". ٦ راجع: جامع بيان العلم "١/ ٦٢-٦٥"، تقييد العلم "٢٥، ٣٨، ٣٩، ٥٣-٥٦". ٧ راجع: جامع بيان العلم "١/ ٧٢". ٨ تقييد العلم "ص٩١، ٩٢".

1 / 43