243

معاني النحو

الناشر

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

مكان النشر

الأردن

تصانيف

لأنه من المحال أن يبلغ مجمع البحرين وهو في مكانه لم يبرح منه وإذا ل يجز أن يراد بها البراح تعين أن يكون بمعنى لا أزال" (١). والصواب أن ذلك هو الكثير فيه وهو الأصل في استعماله قال تعالى: ﴿فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي﴾ [يوسف: ٨٠]، وقال: ﴿لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى﴾ [طه: ١٩]، وهذا القول في العجل الذي عبده بنو إسرائيل أي لا نترك مكاننا عاكفين على عبادته والعكوف يقتضي المكث في المكان والبقاء فيه. ومن ذلك قوله: فقلت يمين الله أبرح قاعدًا ... ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالي أي أبقى في مكاني قاعدًا وأبرح هنا معناه (لا أبرح). وقول عبد الله بن قيس الرقيات: والله أبرح في مقدمة ... أهدي الجيوش على شكتيه أي لا أترك مكاني في مقدمة العسكر مافتيء: معنى فتيء نسي يقال: فتئت عن الأمر إذا نسيته وانقدعت (٢) ويأتي بمعنى سكن واطفأ (٣). قال الفراء: فتأته عن الأمر سكنته وفتأت النار أطفأتها (٤) فإذا قلت: ما فتيء كان معناه ما نسي أو ما سكن هذا أصلها ثم استعملت منفية لإفادة الدوام، فإذا قلت: ما فتئت أفعل كان المعنى: ما نسيت فعله أي أنا أفعله مستمرًا لم أنسه وما سكنت عن فعله ولك أكف عنه. ومنه قوله تعالى: ﴿تالله تفتؤا تذكر يوسف﴾ [يوسف: ٨٥]، أي لا تنسى

(١) ابن يعيش ٧/ ١٠٨، وانظر القاموس المحيط (برج)، الأشموني ١/ ٢٣٦، التسهيل ٥٣ (٢) لسان العرب فتأ ١/ ١١٥ (٣) التسهيل ٥٣ (٤) تاج العروس فتأ ١/ ٩٥

1 / 244