نهض من مقعده الوثير وسار إلى الحمام وبصق في الحوض، وغرغر فمه وحلقه بالماء، ثم بصق مرة أخرى طاردا من فمه المرارة. رفع عينيه إلى المرآة فرأى صورة زينب وهي تغسل البانيو وتدعكه كما لو كان صحنا من البلور، جلبابها الواسع كان قد ابتل بالماء والتصق من الأمام بنهديها ومن الخلف التصق بردفيها وفخذيها، وأصبحت أمام عينيه كالعارية تماما. أحس تيار الدم الساخن يمشي في صدره ويهبط إلى بطنه وفخذيه، ولم يعد قادرا على أن يحرك عينيه بعيدا عنها.
رفعت زينب رأسها من فوق البانيو ورأت العينين الزرقاوين تحملقان فيها بنظرة ثابتة غريبة، ارتعدت متراجعة إلى الوراء لتلتصق بالجدار وتحتمي به، لكن قدمها انزلقت فوق البلاط المبلل الناعم، فشهقت فيما جسدها يهوي على الأرض.
وقبل أن تسند كفيها على البلاط لترفع جسدها وتنهض، كانت ذراعه قد أصبحت حول خصرها تسند جسدها، ولامست أطراف أصابعه استدارة ثديها الناعمة، فارتعدت يده وهي تزحف برهبة، وأصبحت كفه فوق الثدي كله ضاغطة عليه بكل قوتها.
انطلقت منها الشهقة كصرخة مكتومة، بعضها ألم بسبب الضغطة القوية على ثدي ما زال برعما صغيرا حساسا، وبعضها خوف لا يزال يسري فوق جسدها كالرعدة، وبعضها لذة غريبة جديدة أشبه بالسعادة، سعادة الخلاص من عبء ثقيل تريد أن تلقي به بين يدي الله، وتترك له جسدها ونفسها وتفي بالعهد وتستريح.
امتدت يده فوق ساقيها، ورفع الجلباب المبلل عن فخذيها وهمس في أذنها بصوت حان رقيق: اخلعي جلبابك المبتل يا زينب حتى لا تأخذي بردا.
زحفت يداه فوق فخذيها وبطنها، محاولا أن يخلع عنها الجلباب، لكن الجلباب كان باليا ومبللا ملتصقا بجسدها، حاول أن يشده فإذا به يتمزق تحت يده إلى نصفين. شهقت بفزع: الجلباب، ليس عندي غيره!
فهمس في أذنها وهو ينزع عنها بقايا الثوب ويلف ذراعه حولها: سأشتري لك بدل الجلباب عشرة!
مد يده وفتح صنبور الماء الدافئ، فهبط رذاذ الماء فوق جسدها العاري. غسل بيديه تراب الكنس وبلولة مسح الأرض من فوق شعرها وكتفيها ونهديها وبطنها وفخذيها.
جففها ببشكير كبير معطر كما تجفف الأم طفلها، ثم حملها بين ذراعيه الكبيرتين إلى السرير. •••
قبل أن يرتفع في الجو أذان الديك، كان الشيخ حمزاوي قد فتح عينيه، أو أن عينيه كانتا مفتوحتين من قبل، ثابتتين على ذلك المنظر الذي يراه كل يوم ويدهش، ليست الدهشة العادية النقية من أي شوائب أخرى، ولكنها دهشة أقرب ما تكون إلى الشك، أو هو شك أقرب ما يكون إلى اليقين والإيمان بأن ما يراه شيء حقيقي، وحقيقته ثابتة مائة بالمائة كحقيقة وجود الله.
صفحة غير معروفة