الحسين بن علي بن الحسين (الأصغر) شقيق الإمام زيد بن علي عليه السلام وأحد أنصاره المؤيدين لثورته، كان من مفاخر الأسرة النبوية ورجال العلم، روى الحديث عن أبيه وأخوته، وروى عنه أولاده، وكان حليما أواه، قال فيه الباقر: <أما الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا وإذا خاطبه الجاهلون قال سلام> (1). وكان شديد الخوف من الله حتى قيل فيه: كأنه أدخل النار وأخرج منها لشدة خوفه. وقال عيسى بن زيد: <كنت أرى الحسين بن علي بن الحسين يدعو فكنت أقول لا يضع يده حتى يستجاب له في الخلق أجمعي> (2).توفي رحمه الله سنة (74ه) في المدينة ودفن في البقيع قرب جوار أبيه وأخيه الباقر عليهم لسلام(3).
قال مخاطبا أهل الكوفة بعد مقتل أخيه الإمام زيد: <لما نزل بين طهرانيكم يا أهل الكوفة بذلتم له النصرة وأعطيتموه الطاعة، وعاهدتموه على ذلك قام داعيا إلى الله وإلى كتاب الله والجهاد في سبيله وبذل المجهود من نفسه، فمن وفي له ونصره كان ناصرا لله، ومن نصر الله في الدنيا نصره الله في الآخرة، وأحلف بالله إن الخاذل لزيد بن علي كالخاذل للحسين بن علي، وأقسم بالله لقد مضى زيد شهيد ومضى والله أصحابه شهداء>.
وقال أيضا: <كان أخي زيد بن علي قائما بالحق داعيا إلى الحق ناصرا للحق جاهد والله أعداء الله وأعداء رسوله واستشهد على ذلك> (4).
وكان من دعائه على من فرط في أخيه زيد: <اللهم إن هشام من رضي بصلب زيد فأسلبه ملكه وأن يوسفا أحرق زيدا فسلط عليه من لا يرحمه اللهم احرق هشاما في حياته إن شئت وإلا فأحرقه بعد موته>.
صفحة ٥٠