وائل (1) [من الطويل وهو الشاهد العاشر] :
وإن قال مولاهم على جل حاجة
من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا (2)
وكل هذا ، إذا لقيه حرف ساكن ، حركت الميم بالضم ، إن كان بعدها واو ، فان كان بعدها واو حذفت الواو ، وان كان ياء حذفت الياء ، وحركت الميم بالكسر.
وكذلك الهاء التي للواحد المذكر ، من نحو «مررت به اليوم» و «رأيته اليوم».
وزعموا أن بعض العرب ، يحرك الميم ، ولا يلحق ياء ولا واوا في الشعر ، وذا لا يكاد يعرف . وقال الشاعر [من الرجز وهو الشاهد الحادي عشر] :
تالله لولا شعبتي من الكرم
وشعبتي فيهم من خال وعم
فأما قوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) (6) فإنما دخله حرف الاستفهام ، وليس لذكره السواء ، لأنه إذا قال في الاستفهام : «أزيد عندك أم عمرو» وهو يسأل أيهما عندك فهما مستويان عليه ، وليس واحد منهما أحق بالاستفهام من الاخر. فلما جاءت التسوية في قوله ( أأنذرتهم ) أشبه بذلك الاستفهام ، إذ أشبهه في التسوية. ومثلها ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ) [المنافقون : 6] ولكن ( أستغفرت ) ليست بممدودة ، لأن الألف التي فيها ألف وصل ، لأنها من «استغفر» «يستغفر» فالياء مفتوحة من «يفعل» واما ( أأنذرتهم ) ففيها ألفان ألف «أنذرت» وهي مقطوعة ، لأنه يقول «ينذر» ، فالياء مضمومة ، ثم جعلت معها ألف الاستفهام ، فلذلك مددت وخففت الاخرة منهما ، لأنه لا تلتقي همزتان (3). وقال ( أفلا تبصرون (51) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ) [الزخرف].
وقال بعضهم : إنه على قوله
صفحة ١٢٤