من معارك الإسلام الفاصلة = موسوعة الغزوات الكبرى

محمد بن أحمد باشميل ت. 1426 هجري
87

من معارك الإسلام الفاصلة = موسوعة الغزوات الكبرى

الناشر

المكتبة السلفية

رقم الإصدار

الثالثة،١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م بعض الأجزاء تختلف

سنة النشر

ينظر بداية كل جزء

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

مسجد قباء المشهور، وهو المسجد الذي أشار القرآن الكريم بأنه أسس على التقوى. النبي في المدينة وبعد تلك الأَيام الأَربع التي قضاها الرسول في قباء، توجه ﷺ، إلى قلب مدينة يثرب، التي أصبحت (بمجرد وصول الرسول إليها) عاصمة الإسلام. وأثناء سير النبي ﷺ نحو قلب العاصمة وقف زعماء القبائل اليثربية وعرض كل واحد منهم على النبي ﷺ أن يقيم عنده في العدد والعدة والمنعة، فاعتذر للجميع وامتطى ناقته وأَلقى لها خطامها، فانطلقت في طرق يثرب والمسلمون من حولها في حفل حافل يخلون لها طريقها، وسائر أهل يثرب من اليهود والمشركين ينظرون إلى هذه الحياة الجديدة التي دبت إلى مدينتهم، وإلى هذا القادم العظيم الذي اجتمع عليه من الأوس والخزرج من كانوا من قبل أعداء متقاتلين، ولا يجول بخاطر أحدهم، في هذه البرهة إلى اعتدل فيها ميزان التاريخ إلى وجهته الجديدة، ما أَعدّ القدر لمدينتهم من جلال وعظمة، يبقيان على الزمن ما بقي الزمن. وجعلت الناقة تسير حتى كانت عند مربد لغلامين يتيمين من بني النجار، هنالك بركت، ونزل الرسول ﷺ عنها، وسأل: لمن المربد فأجابه معاذ بن عفراء .. إنه لسهل وسهيل أبي عمرو، وهما يتيمان له، وسيرضيهما، ورجا محمدًا ﷺ أن يتخذه مسجدًا، وقبل النبي ﷺ وأمر أن يبنى في هذا المكان مسجده وأن تبنى داره (١).

(١) حياة محمد ص ٢١٨.

1 / 89