موقف ابن تيمية من الأشاعرة
الناشر
مكتبة الرشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الضرير (١) كان يحدث " هارون الرشيد " فحدثه بحديث أبي هريرة- ﵁: " احتج آدم وموسى " (٢)، فقال عيسى بن جعفر: " كيف هذا، وبين آدم وموسى ما بينهما؟، قال: فوثب به هارون وقال: يحدثك عن الرسول ﷺ وتعارضه بكيف!، قال: فما زال يقول حتى سكت عنه" (٣)، وفي رواية أنه حبسه، ولم يطلقه حتى حلف الأيمان المغلظة أنه ما سمعه من أحد وما جرى بينه وبينه كلام (٤)، أي لم يتلق هذه الشبهة عن أحد، يقول الصابوني معلقا على هذا: " هكذا ينبغي للمرء أن يعظم أخبار رسول الله ﷺ ويقابلها بالقبول والتسليم والتصديق، وينكر أشد الإنكار على من يسلك فيها غير هذا الطريق الذي سلكه هارون الرشيد-﵀ مع من اعترض على الخبر الصحيح الذى سمعه، - بكيف،- على طريق الإنكار والاستبعاد له، ولم يتلقه بالقبول كما يجب أن يتلقى جميع ما يرد من الرسول ﷺ " (٥) .
ولما سئل ابن المبارك- حين روى حديث النزول- كيف ينزل؟ أجاب: " ينزل كيف يشاء " (٦)، وفي رواية أنه قال: " إذا جاءك الحديث عن رسول الله ﷺ فاخضع له " (٧) .
_________
(١) هو: محمد بن خازم أبو معاوية الضرير- روى له الجماعة. تهذيب التهذيب (٩/١٣٧)، وتاريخ بغداد (٥/٢٤٢) .
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب القدر، ورقمه (٦٦١٤)، الفتح (١١/٥٠٥)، مسلم في القدر، ورقمه (٢٦٥٢) .
(٣) رواه الصابوني: عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص: ١٦ ا-١١٧) ط: بدر البدر، وانظر الفقرة التالية.
(٤) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ١٨١-١٨٢)، والخطيب في تاريخ بغداد (٥/٢٤٣)، [ومختصرا فى (١٤/٧-٨]، وانظر سير أعلام النبلاء (٩/٢٨٨)]، وقد أوردوا القصة بطولها وهي قصة عجيبة تدلءلى مدى حرص الرشيد على السنة وحرب أهل البدع.
(٥) عقيدة السلف للصابوني (ص: ١١٧) وهو آخر الرسالة.
(٦) رواه الصابوني في عقيدة السلف (ص: ٢٩)، البيهقي في الأسماء والصفات (ص: ٤٥٣) عن الصابوني.
(٧) الصابوني في عقيدة السلف (ص: ١٧٢) تحقيق: الأخ ناصر الجديع- مطبوع على الآلة الكاتبة وهو في طبعة بدر البدر (ص: ٢٩)، لكن عبارته " فاصغ له".
1 / 62