63

موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

الناشر

دار الحضارة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

تصانيف

لهم، والسعي في مصالحهم، ويعتبر هذا التوجيه متعلقة بالمصالح الدنيوية، أما ترك العامة -عنده - فهو ترك التعرض لأمرهم، والتعاطي لسياستهم، والترأس عليهم، والتوسط في أمورهم (^١). وإذا فستر الحديث بهذا المعنى صار المرء مطالبة بالاقتصار من الدنيا ومن مخالطة أهلها، على ما لابد له منه في تدبير أمور معاشه، ومعاش من يعول. ثانيها: أن يراد به (الخاصة) أصحاب الإنسان وخلصاؤه وأصدقاؤه، لأنه يختصهم بالود والمصافاة، قال الشاعر: إن امرءًا خصَّني عمْدًا مودّته … على التنائي لعندي غير مَكفورِ (^٢) وقال الأزهري: الخاصة الذي اختصصته لنفسك (^٣). وعلى هذا المعنى يكون مقصود الحديث أمر الإنسان المتبع بالاعتناء بأمر الخاصة من أصحابه وخلصائه وأودَّائه في الله،

(^١) العزلة والخلطة: ٧٤ - ٧٥. (^٢) تاج العروس ٤/ ٣٨٧، ونسبه لأبي زبيد، وينظر: القاموس: ٢/ ٣١٣. (^٣) تهذيب اللغة: ٦/ ٥٥٢.

1 / 68