59

موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

الناشر

دار الحضارة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

تصانيف

صحة، وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه (^١) .... عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: "كفى بالمرء بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» … وفي الصحيحين (^٢)، عن المغيرة بن شعبة: «أن رسول الله ﷺ نهى عن قيل وقال»، أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت، ولا تدبر، ولا تبين. ولنذكر ههنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته (^٣) حين بلغه أن رسول الله لا طلق نساءه، فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك، فلم يصبر حتى استأذن على النبي لا فاستفهمه أطلقت نساءك؟! فقال: «لا» فقلت عمر: الله أكبر، وذكر الحديث بطوله. وعند مسلم قال: فقلت: أطلقتهن؟ فقال: «لا» فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي، لم يطلق رسول الله لا نساءه، ونزلت هذه الآية ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى

(^١) (١/ ٨) ٧ (^٢) البخاري كتاب الرقاق/ باب: ما يكره من قيل وقال (٦/ ٢٩٤) ٦٤٧٣، ومسلم كتاب الأقضية (٥/ ١٣٠) ٤٥٨٣. (^٣) البخاري كتاب العلم/ باب التناوب في العلم (١/ ٩٣) ٨٩، ومسلم كتاب الطلاق (٤/ ١٨٨) ٣٧٦٤.

1 / 64