موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
وتأمل قوله ﷺ: «اللسان فيها أشد من وقع السيف» يقول القاضي عياض: «أي: وقعه وطعنه على تقدير مضاف، ويدل عليه رواية: (إشراف اللسان) أي: إطلاقه وإطالته أشد من وقع السيف، لأن السيف إذا ضرب به أثَّر في واحد، واللسان تضرب به في تلك الحالة ألف نسَمَة (^١).
وقال القرطبي ﵀: (قوله: «اللسان فيها أشد من وقع السيف»: أي: بالكذب عند أئمة الجور، ونقل الأخبار إليهم، فربما ينشأ عن ذلك من النهب والقتل والجلد والمفاسد العظيمة أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها) (^٢).
ومن الأحاديث التي أشارت إلى خطر الكلمة في الفتنة حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ستكون فتنة صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ من أشرف لها اسْتَشْرَفَتْ له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف» (^٣).
_________
(^١) ينظر: تحفة الأحوذي (٦/ ٣٣٥).
(^٢) التذكرة: (٢/ ٢٤٩).
(^٣) رواه أبو داود في الفتن باب في كف اللسان في الفتنة: ٤/ ٤٦٠ رقم ٤٢٦٤، وأورده الحافظ ابن كثير في النهاية في الفتن: ١/ ٧٩ مستشهدًا به ولم يذكر فيه علة، وصححه السيوطي في الجامع الصغير: (٤/ ١٠١ مع الفيض) وانتقده المناوي في الفيض: ٤/ ١٠١، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود: ٦/ ١٤٨ (في إسناده عبد الرحمن بن البيلماني ولا يحتج بحديثه) وقال الحافظ عن عبد الرحمن بن البيلماني: ضعيف. تقريب التهذيب (رقم الترجمة: ٣٨١٩)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود رقم (٩١٧) وضعيف الجامع رقم ٣٢٥٧.
1 / 61