موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
الفتن من حيث حجمها:
تنقسم الفتن من حيث حجمها: إلى فتن صغار وفتن كبار عظيمة.
ودليل هذا التقسيم ما جاء عن حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ أنه قال: وَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بكُلِّ فِتْنَةٍ هي كَائِنَةٌ، فِيما بَيْنِي وبيْنَ السَّاعَةِ، وَما بي إلَّا أَنْ يَكونَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَسَرَّ إلَيَّ في ذلكَ شيئًا، لَمْ يُحَدِّثْهُ غيرِي، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ، قالَ: وَهو يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فيه عَنِ الفِتَنِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَهو يَعُدُّ الفِتَنَ: منهنَّ ثَلَاثٌ لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شيئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ منها صِغَارٌ وَمنها كِبَارٌ». قَالَ حُذّيْفَةُ فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي» (^١) (^٢).
وقوله (ومنهن فتن كرياح الصيف) أي فيها بعض الشدة وإنما خص الصيف لأن رياح الشتاء أقوى. وقيل: أي فيها شيء من الشدة، ولكنها شدة تنقضي وليست كرياح الشتاء (^٣).
_________
(^١) أخرجه مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة (٨/ ١٧٢) برقم ٧٤٤٤.
(^٢) قول حذيفة ﵁: «فذهب أولئك الرهط كلهم غيري»، يعني الذي سمعوا هذا، والرهط: العصابة دون العشرة، ويقال: بل إلى الأربعين، وكأنه يخشى أن تدركه شيء من هذه الفتن! كشف المشكل من حديث الصحيحين (١/ ٢٦١).
(^٣) المخرج من الفتن لخالد السبت (١/ ٣).
1 / 22